محمود لعوتة من الرياض ـ (هاتفيا) الخرطوم
علمت «الاقتصادية» من مصادر أهلية وشعبية في أم ردمان العاصمة الوطنية للسودانيين أنهم شهدوا مجموعة من المشجعين الجزائريين الذين وصلوا السودان وبلغ عددهم نحو عشرة آلاف لمؤازرة منتخب بلادهم في المباراة الفاصلة والحاسمة مع نظيره المصري الليلة في ستاد المريخ في أسواق شعبية في المدينة لشراء أسلحة بيضاء مثل: السكاكين والسواطير قبل 24 ساعة من موعد المباراة، إلا أن هذه الأنباء لم تؤكد من جهات رسمية.
وأكدت هذه الجهات أن مناوشات خفيفة حدثت أمس بين جمهور المنتخبين المصري والجزائري في مواقع مختلفة من الخرطوم تناقلتها فضائيات عربية، وخاصة أمام مقر السفارة الجزائرية في الخرطوم حيث تجمع آلاف المشجعين من هذا البلد عقب أن نقلت السلطات السودانية بيع تذاكر المباراة إلى مقر السفارتين المصرية والجزائرية تخفيفا للزحام وعدم تصادم الجماهير من منافذ البيع التي حددها اتحاد الكرة في الخرطوم في الملعب الذي تجرى فيه المباراة ومنافذ أخرى في أماكن متفرقة من العاصمة المثلثة.
وأكدت لـ «الاقتصادية» مصادر أمنية متنوعة أن السلطات السودانية حشدت قوة أمنية لمنع شغب أو تلاحم بين جمهور المنتخبين قبل أو بعد المباراة، مشيرة إلى أنها توقعت مواجهات عنيفة عقب المباراة إذا آلت نتيجتها للجهتين سلبا أو إيجابا، إلا أن الجهات الأمنية في الخرطوم تعمل جاهدة على حماية المشجعين من الطرفين وتهدئة الأوضاع بأي شكل كان وسلامة أرواح الجميع بالاستعانة بكل القطاعات الأمنية والمتطوعين من السودانيين الذين قدموا أنفسهم لمساعدة قوات الأمن. وكشفت لـ «الاقتصادية» المصادر نفسها أن الجهات الأمنية هناك وضعت خطة أمنية قوامها نحو 20 ألف جندي، لتهيئة الأجواء الأمنية المناسبة لضمان سير المباراة حتى نهايتها.
وكان آلاف المصريين والجزائريين قد توافدوا إلى الخرطوم أمس لحضور المباراة، فيما كان المشجعون الجزائريون يتوافدون بكثافة على مطار الخرطوم، ارتفعت الأعلام الجزائرية بلونيها الأخضر والأبيض وزينت السيارات و»التوك توك» «سيارات صغيرة ذات ثلاثة إطارات» في العاصمة السودانية.
ووفرت السلطات الجزائرية طائرات وبطاقات سفر بأسعار مخفضة للمشجعين الراغبين في الذهاب إلى السودان لدعم «الخضر» في المباراة الفاصلة، فيما علقت فنادق الخرطوم لافتات كتب عليها «كامل العدد».
في حين أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم أن أطباء وأفراد أمن، وحماية مدنية سيرافقون المشجعين إلى السودان. يشار إلى أن أكثر من 1.5 مليون جزائري تقدموا بطلبات للسفر إلى الخرطوم.
وأكد الاتحاد الجزائري على موقعه على الإنترنت أن وفدا يضم 200 شخص بينهم أطباء، ورجال أمن سيرافق البعثة الجزائرية إلى الخرطوم، وقال «إن خياما ستنصب لإيواء المشجعين الجزائريين الذين يفشلون في توفير أماكن للإقامة في السودان».
وأعلن وحيد بو عبد الله المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أنه تم ترتيب 30 رحلة طيران مباشرة بين الجزائر والسودان لنقل نحو 7500 مشجع، وقال «برمجنا 30 رحلة جوية استثنائية من أجل نقل أكبر عدد ممكن من مناصري المنتخب الجزائري إلى الخرطوم». وأضاف «رفعنا عدد التذاكر إلى عشرة آلاف تذكرة بعدما كانت أربعة آلاف فقط إثر تسجيل توافد غير مسبوق على الوكالات الجوية».
وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر «إننا ننتظر 48 طائرة من الجزائر و18 من مصر»، مشيرا إلى أن ألفي مشجع مصري سيصلون إلى السودان بالحافلات.
ويعمل آلاف المصريين في السودان ولن يضطروا إلى السفر لحضور هذه المباراة.
ولم تستقبل العاصمة السودانية مثل هؤلاء المشجعين الرياضيين منذ كأس الأمم الإفريقية في عام 1970 وهي غير معتادة على مثل هذه اللقاءات الدولية. وتريد السلطات فصل مشجعي البلدين بقدر المستطاع حتى لا تحدث سلسلة جديدة من أعمال العنف بعد التي حدثت في مصر والجزائر وفرنسا خلال الأيام الأخيرة. وستخصص السلطات السودانية تسعة آلاف مقعد لمشجعي كل من البلدين أي 18 ألفا في الإجمالي
منقول