حمزة يحلم بمفاجآت البوندزليجا ويصطدم بتاريخ ماينتس الفقير

يحلم جمال حمزة بالاشتراك في كأس الاتحاد الأوروبي. هذا الحلم يتطلب أمر من اثنين: إما أن يفجر ماينتس إحدى المفاجآت المجنونة في الدوري الألماني الموسم المقبل، أو يفوز بورقة "يانصيب" أخرى تهديه بطاقة إلى البطولة الأوروبية، وهي مصادفة صعب تكرارها مرتين في تاريخ النادي الفقير في البوندزليجا.

وقال حمزة في أول حديث له مع وسيلة إعلام ألمانية بعد انضمامه إلى ماينتس إنه يرغب في مساعدة فريقه على اللعب في أوروبا الموسم المقبل، وهو ما أثار اندهاش مراسل مجلة "بيلد" لأسباب تبدو منطقية.

المركز الـ11 كان الأفضل في تاريخ ماينتس مع الدروي الألماني الممتاز، فيما يتطلب التأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي تحقيق المركز الخامس على الأقل.

وعلى الرغم من ذلك، فإن صدفة سعيدة - ربما لا تتكرر مع ناد واحد مرتين أبدا – كانت سببا في مشاركة أوروبية وحيدة في تاريخ ماينتس. ولعب ماينتس في كأس الاتحاد الأوروبي مرة وحيدة موسم 2005-2006 بعد اختياره للمشاركة في المسابقة من خلال قرعة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يوفا) للفريق صاحب لقب "اللعب النظيف".

ويقدم الاتحاد الأوروبي ثلاثة مقاعد في دوري المجموعات في كأس الاتحاد لأفضل الفرق التي تحمل لقب اللعب النظيف في الدوريات الأوروبية، والتي يتم اختيارها على أساس اللعب الإيجابي واحترام المنافسين وطاعة القرارات التحكيمية، وحفاظ جماهير الفريق على الروح الرياضية، ويتم اختيار الفرق بسحب عشوائي.

ولم يتمكن ماينتس من استثمار ورقة اليانصيب التي فاز بها، إذ ودع البطولة مبكرا بعدما فشل في تجاوز مرحلة المجموعات.

معاناة دائمة

ولكن معاناة ماينتس في الدوري الألماني أو غيرها من البطولات ليست أمرا جديدا، وإنما بدأت منذ انطلاق البوندزليجا عام 1963 والذي شهد فشل ماينتس في بلوغه طوال أربعة عقود.

الأكثر إثارة، أن فريق حمزة الجديد إلى أزمات مالية متتالية في الفترة من أواخر السبعينات وحتى أواخر الثمانينا دفعته للانسحاب من دوري المحترفين بأكمله، والمنافسة في دوري الهواة، الذي حمل ماينتس لقبه مرة واحدة.

ولكن خلال العقد الأخير، ظهر ماينتس أربع مرات في الدوري الممتاز، وحينما نجح في ذلك كانت أقصى طموحاته في كل موسم هو احتلال مركز في وسط الجدول يضمن له عدم العودة إلى "المظاليم" من جديد.

كانت المرة الأولى التي يظهر فيها ماينتس في الدرجة الأولى على أيدي لاعب الفريق السابق يورجن كلوب، والذي نجح من على مقعد المدير الفني في وضع الفريق في المركز الثالث للدرجة الثانية في موسم 2003-2004 والتأهل الموسم التالي للعب بجوار كبار البوندزليجا.

وعلى مدار موسمين متتالين حافظ كلوب وفريقه على المركز الحادي عشر في ترتيب البوندزليجا مما حافظ على الفريق من التراجع، إلا أنهم لم ينجحوا في الحفاظ على هذا الوضع في موسم 2006-2007 واحتلوا المركز السادس عشر ليعود الفريق للدرجة الثانية.

ورفض كلوب ترك الفريق رغم هبوطه واستمر معه موسماً في الدرجة الثانية إلا أنه احتل المركز الرابع وفشل في الصعود بهم لدوري الأضواء مرة أخرى فرحل عنه ليتولى تدريب بروسيا دورتموند.

ولكن الفريق تمكن من جديد من العودة للدوري الممتاز باحتلاله المركز الثاني في الدرجة الثاني في الموسم المنصرم 2008-2009، وهو ما قد يجعل رغبة اللاعب المصري المنتقل حديثاً للدوري الألماني أمراً مثيراً للدهشة.

هوفنهايم آخر؟

ولكن حمزة يبرر حماسه لمساعدة ماينتس على تحقيق هدفه الجديد بنجاحه السابق في الحصول على بطولة دوري أبطال إفريقيا مع الزمالك، مشددا على درايته التامة "بما يتطلبه اللعب على المستوى القاري، وأتطلع إلى تكرار التجربة هنا".

وفيما كان اعتماد حمزة في مغامراته الإفريقية على تواجده ضمن الفريق الأبيض صاحب الباع الطويل في البطولات الإفريقية والعربية، فإنه في ألمانيا يأمل أن يكون ماينتس هو مفاجأة الدوري الممتاز لموسم 2009-2010 مثلما كان فريق هوفنهيام في الموسم المنصرم.

وصعد هوفنهايم للدوري الممتاز الموسم الماضي فقط، ولكنه حقق نتائج أبهرت أوروبا بأسرها، وأنهى الدور الأول على قمة الدوري، متوجا نفسه بلقب بطل الشتاء.

وظل هوفنهايم في المنافسة على لقب الدوري قبل أن تحرمه الإصابات وضعف خبرات لاعبيه من مواصلة المطاردة، ليستقر في المركز السابع مع نهاية المسابقة، ولكن بفارق ست نقاط فقط عن هامبورج صاحب المركز الخامس، والمؤهل إلى التصفيات الأولية لكأس الاتحاد الأوروبي.

هوفنهايم تفوق على أندية عريقة في الدوري مثل شالكه، وباير ليفركوزن، وفيردر بريمن، ما يعطي ماينتس أملا في تحقيق نتائج مماثلة إذا ما أحسن الاستعداد للموسم الجديد.

مفاجآت الدوري الألماني الموسم الماضي لم تتوقف عند هوفنهايم، وإنما امتدت إلى لقب الدوري نفسه، الذي فاز به فريق فولفسبورج للمرة الأولى في تاريخه، على الرغم من عدم ترشحه منذ البداية لمركز متقدم، ومتفوقا على بايرن ميونيخ البطل التقليدي للمسابقة الألمانية.

وربما يكون أهم سلاحين في جعبة ماينتس في معترك الدوري الألماني الممتاز هما مدربه يورن أندرسن، وجماهيره المتحمسة دائما وأبدا.

أندرسن هو المدرب النرويجي الأول في تاريخ ألمانيا الذي يقود فريقا في الدوري الممتاز، ويحظى بثقة ودعم كامل من إدارة النادي بعدما قاد الفريق لاحتلال المركز الثاني في دوري الدرجة الثانية ومن ثم التأهل للأضواء.

وأبدى أندرسن تفاؤلا كبيرا بضم حمزة، واصفا إياه بأنه "فتى ذكي، وأدائه ممتع في الملعب" ويتمنى أن يساعده المهاجم الدولي المصري على تسجيل بضعة أهداف الموسم المقبل تدفع الفريق نحو مركز متقدم في الدوري.

حمزة أيضا يحظى بمساندة أوتوماتيكية من جماهير ماينتس، التي لاتزال متعلقة بمواطنه المصري محمد زيدان الذي لعب للفريق على فترتين وسجل 22 هدفا في أبرز مغامرات الفريق في الدوري الممتاز.