الامام والخباز

بسم الله .. والحمد والصلاة والسلام علي رسول الله

حدثني صديق لي بقصة سمعها بأحد الدروس الدينية .. عن الإمام أحمد إبن حنبل .. رضي الله عنه وأرضاه

كان الأمام أحمد من الأئمة ذائعو
الصيت في كافة أنحاء الدولة الإسلامية .. وكان الناس يتلهفون لسماع أخباره
.. ويتشوقون .. للجلوس بين يديده لتلقي العلم ..ولفتواهم في أمور دينهم
ودنياهم ..

ولكن في نفس الوقت .. كان يخشاه
الولاة .. والحكام .. لأنه كان يقول الحق .. وينتصر للمظلوم من الظالم ..
ويساعد الضعيف في مواجهة الجبارين ..
ولما سمع أحد الولاة بقدومه الي
ولايته .. وعلم بوجوده بأحد المساجد بين مريديه .. يشرع في ألقاء أحد
دروسه .. أرسل أليه الجند .. فحملوه .. وأخذوا يسحبوه ويجرجرونه عنوة (
رضي الله عنه ) الي خارج المسجد .. حتي ألقوه خارجا .. وكان الوقت متأخرا
من الليل ..

فنظر حوله .. ليجد كوخا صغيرا ..
لأحد الخبازين .. فدخل عليه .. والقي عليه التحية .. فرد الخباز ( وهو لا
يعلم أنه الأمام أحمد ) ثم دعاه للجلوس بجانبه وجلب إليه مايقوته .. فشكر
له الأمام ..
ثم .. أخذ يتابعه أثناء عمله ..
فوجده يهمهم بالأستغفار .. كلما تحرك حركة من الحركات التي يؤدونها
الخبازون مثل أعداد العجين .. فيستغفر .. ثم تقطيع العجين وهو ما زال
يستغفر .. ثم أعداد الأرغفة ..فيستغفر .. ثم وضعها في النار .. وما زال
متمتما بالأستغفار .. فعجب لأمره الأمام !!
فسأله .. ما تأثير المداومة علي
الأستغفار .. عليه وعلي حياته ؟؟ فقال له الخباز .. والله يا هذا ما دعوت
الله عز وجل بدعوة .. إلا أجيبت لي .... عدا دعوة واحدة !!
قال ما هي ؟؟
قال الخباز دعوته أن أري الإمام أحمد بن حنبل .. ولكني لم أستطع أن أراه الي الأن !!!
فضحك الأمام أحمد( رضي الله عنه وأرضاه ) وقال : ويحك يا رجل ها انذا .. بشحمي ولحمي .. وقد جرجرني الله اليك !!!!